خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التحديات ذاتها

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة المُتمعّن في التحديات التي تُعاني منها القطاعات المختلفة في مجتمعنا يجد أنّها، في الغالب الأعم، هي ذاتها، سواء في الصحة أو التعليم أو النقل أو الطاقة أو الإدارات الحكومية بأنواعها.

التحديات عديدة بلا شك، لكننا نكتفي هنا بالتذكير بالأربعة الرئيسة منها، وهي التي تعدّ الحاسمة والقاتلة.

أولها، التحدي المالي. معظم مؤسساتنا تشكو الفقر وقلة الحيلة مالياً. ويعود ذلك، فيما يعود، للأزمة الاقتصادية الخانقة التي نعيشها منذ مدّة، كما يعود إلى الأوضاع الملتهبة في الإقليم والتي أثرت على التجارة البينية سلباً، كما يعود إلى نقص المساعدات، من الأشقاء والأصدقاء، التي اعتدنا تاريخياً على تلقّيها.

ولعلّ العامل الأكبر يعود إلى اعتمادنا على الآخرين لعقود طويلة وعدم بلورة ثقافة الاعتماد على الذات والتي كان يُمكن أن تُمكّننا من الإتيان بحلول خلاّقة، ومنها المشاريع الموّلدة للدخل.

وبسبب نقص الموارد تلجأ المؤسسات إلى التقنين والتقتير اللذين يحدان من الطموحات ويُعطلان الخطط ويُؤثران على العمل والبنى التحتية سلباً.

ثانيها، التحدي الإداري. مع أن بعض مؤسساتنا تحظى بطواقم إدارية بارعة هي المسؤولة عن إنجازاتها اللافتة، فإن العديد منها يعاني من نقص الكفاءات.

واضح أن الكفاءات، على اختلاف مستويات الإدارة، تراجعت على نحو ملحوظ عبر السنوات الماضية إما بسبب عزوف أصحابها عن العمل في القطاع العام أو بسبب هجرة العقول منه.

بيد أنّ العامل الحاسم في هذا السياق، في تقديرنا، هو ندرة القيادات الماهرة التي تمتلك الرؤى المطلوبة والخبرات المناسبة من ناحية وتعمل بروح الفريق من ناحية أخرى، ذلك أن الإنجازات الكبرى تصنعها الطواقم والفرق، لا الأفراد.

ثالثها، تحدي الجودة. لا نُنكر أن لدينا بعض المؤسسات التي تُبدع أيّما إبداع فيما تنجز من مهام، ويضاهي أداؤها أحياناً أداء أرقى المؤسسات العالمية.

لكن مثل هذه المؤسسات تُمثل الحالة الشاذة لا القاعدة. فالعديد من مؤسساتنا يتوزع أداؤها بين الرديء للغاية والمتوسط في أحسن الأحوال.

ولعل أفضل تشبيه لمستوى أداء مؤسساتنا مقارنته بأحوال الطرق والشوارع عندنا، فالتي تقع في الأماكن الأوفر حظاً تكون في وضع يقرب من المثالي، بينما تلك التي تقع في المناطق الأقل حظاً تكون في حالة أقل من المقبول وأحياناً غير مقبولة على الإطلاق.

رابعها، تحدي الإدامة. سيرة مؤسساتنا أصبحت معروفة. تلد متألقة وتحظى باهتمام كبير من العاملين فيها والمسؤولين عنها ومن المجتمع، فيكون إنجازها على قدر كبير من النجاح، وبعضها يكون إنجازه مميزاً للغاية.

لكن مع مرور الوقت تتغير الوجوه فيفقد المعنيون حماستهم، فيخبو البريق شيئاً فشيئاً إلى أن يتلاشى بعد مدة، فتصبح المؤسسات أشباحاً وأطلالاً تعيش على أمجاد ماضيها.

وبعد، فلا بد لنا من التصدي لهذه التحديات الأربعة بكل حزم وعزم، كي ننهض كما نهض غيرنا، وندخل التاريخ من أوسع أبوابه من جديد.

والسؤال المهم هنا: هل نستطيع؟

والإجابة هي بدون تردد: نعم. شريطة أن نُحكّم مبدأ الخبرة والكفاءة والبراعة وعمل الفريق، ثم نعتمد على أنفسنا لا على غيرنا، ونثق بقدراتنا.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF